الإرشاد المهني للبالغين - تغيير المهنة؟ ليس متأخراً جداً
يفكر الكثير من الناس في تغيير المسار المهني في سن الأربعين والخمسين وحتى الستين - لكنهم يشعرون أنه "فات الأوان". الحقيقة هي أن هذا ليس ممكنًا فحسب، بل أصبح أكثر شيوعًا. سوق العمل يتغير، والناس يعيشون لفترة أطول، والكثيرون يشعرون بالحاجة إلى مهنة أكثر إرضاءً ومعنى. السؤال هو - كيف تفعل ذلك بشكل صحيح؟
لماذا يرغب كبار السن في تغيير مسارهم المهني؟
الأسباب عديدة ومتنوعة: الإرهاق في مكان العمل، الحاجة إلى التجديد، الاحتراق الوظيفي، التغيير في الحالة العائلية، فهم أن السوق يتغير وهناك العديد من الفرص الجديدة التي لم تكن موجودة من قبل، إمكانية العمل من المنزل، أو حتى حلم قديم يجد مكانه الآن فقط. هناك أيضًا أولئك الذين تم تسريحهم أو تقاعدوا مبكرًا، ويهتمون بالعودة إلى القوى العاملة في دور جديد يناسب من هم اليوم - وليس من كانوا عليه في سن 25.
ولكن إلى جانب الرغبة - هناك أيضًا الكثير من المخاوف. هل سيأخذونني على محمل الجد؟ كيف سأبدأ شيئًا جديدًا في هذا العمر؟ وماذا عن الدخل؟
التحديات الرئيسية في تغيير المسار المهني في سن النضج
-
عدم اليقين المهني
الكثيرون يعرفون ما لم يعودوا يرغبون في القيام به، ولكنهم غير متأكدين مما يريدون. أحيانًا يكون هناك اتجاه عام، مثل فهم أن هناك العديد من المناصب ذات الهيكل المختلف عما كان ممكنًا في الماضي، مثل "منصب يسمح بالعمل الجزئي من المنزل"، ولكن ماذا؟ كيف؟ هذه مرحلة من الارتباك الطبيعي، تتطلب عملية منظمة من الاكتشاف والفحص الذاتي.
-
فجوات المعرفة والمهارات
السوق يتغير بسرعة. مجالات مثل التكنولوجيا والتسويق الرقمي وإدارة المشاريع وغيرها تتطلب تحديثات متكررة. الشعور بأنني "خارج الحلقة" شائع، ولكن غالبًا ما يمكن سد الفجوات بسرعة أكبر مما يُعتقد وليست هي المشكلة الرئيسية. وجدت دراسة واسعة النطاق (Czaja et al.، 2006) أن كبار السن قادرون على تعلم التقنيات الجديدة بكفاءة طالما تم منحهم إمكانية الوصول إلى التعلم المتكيف والصبور والمركز. في كثير من الأحيان، الفجوة ليست في القدرة ولكن في الشعور بالكفاءة الذاتية.
-
صورة الذات والتحيز العمري
حتى إذا لم يُذكر ذلك صراحة - قد يشعر المرشحون الأكبر سنًا (وأحيانًا بحق) أن عمرهم يشكل حاجزًا. هنا يأتي التركيز على الخبرة والنضج ومهارات التعامل مع الآخرين والاستعداد للتعلم - وهي صفات تحظى بتقدير كبير في أماكن العمل.
إذن كيف نقوم بذلك بشكل صحيح؟
المرحلة 1: الفهم الذاتي والميول المهنية
قبل كل شيء - عليك أن تفهم ما يثير اهتمامك. إلى أي مجال تنجذب؟ ما هو ميل قلبك وكيف يمكننا تحديده مقابل المهن المختلفة والمتجددة. الاستشارة المهنية في سن متقدمة تبدأ من هنا بالضبط - بأسئلة حول التفضيلات ومجالات الاهتمام والميول المهنية. إحدى الأدوات الفعالة لذلك هي استبيان الميول المهنية، الذي يتيح لك الحصول على تخطيط أولي للاتجاهات الممكنة. تظهر الدراسات الحديثة أن التغييرات المهنية في منتصف العمر وما بعده ليست استثنائية، بل تشكل جزءاً من اتجاه متزايد نحو "المسارات المهنية المتطورة" طوال الحياة. نموذج التطور لسوبر (1990)، إلى جانب نظريات مثل "بناء المسار المهني" لسافيكاس (2013)، تؤكد على أهمية عمليات التكيف المهني المتجددة مع تقدم الشخص في العمر وتغيره وتطوره.
المرحلة 2: مطابقة المهارات والشخصية
بعد أن يتضح ما يجذبك، عليك أن تتحقق - هل هذا يناسبك أيضاً من حيث المهارات والملف الشخصي. قد أنجذب إلى المجال الطبي ولكنني لست متأكداً من أنني قد أستطيع أن أكون طبيباً على سبيل المثال...
هنا تدخل اختبارات المهارات واستبيانات الشخصية المصممة للتحقق مما إذا كان الاتجاه الذي اخترته يتناسب مع قدراتك - من الناحية المعرفية والوظيفية والشخصية.
في لوجيباس، على سبيل المثال، تتم هذه العملية عبر الإنترنت بالكامل، مع نظام احترافي متكيف مع معايير عالم العمل الحقيقي. يتلقى المستشار توصية ملخصة، بما في ذلك نسب التوافق لكل مهنة - وأيضاً تحليل شخصي معمق لنقاط القوة والضعف.
المرحلة 3: التركيز المهني واختيار المهنة من خلال المحادثة مع مستشار مهني
في نهاية مرحلة التوجيه، يتم بناء قائمة من المهن التي تناسبك - ليس فقط لأنها تثير اهتمامك، ولكن أيضاً لأنها تتطابق مع ملفك الشخصي. في هذه المرحلة، يمكنك التحدث مع مستشار مهني، خبير في عالم العمل يعرف مهاراتك وملفك الشخصي ويمكنه أن يأخذك خطوة إلى الأمام.
لكن المستشار المهني ليس أمراً بسيطاً، فهو يتضمن عادة عدة اجتماعات لأنه يحتاج إلى التعرف عليك وفهمك، وهذا ليس رخيصاً أبداً. هنا بالضبط يدخل "لوجي". لوجي هو مستشار الذكاء الاصطناعي من لوجيباس، الذي يتمتع ليس فقط بالذكاء الاصطناعي والمعرفة اللامتناهية، بل يعرف أيضاً في هذه المرحلة ما هي تفضيلاتك ومهاراتك وملفك الشخصي.
من هنا، يمكنك استشارته في محادثة حرة ومفتوحة، وعرض معضلاتك وتساؤلاتك عليه، وطلب المساعدة منه في الاختيار النهائي - مسار دراسي، أو دورة إعادة تأهيل مهني، أو حتى البدء في التخصص في المجال الجديد.
المرحلة 4: تعزيز القدرات والخطوة الأولى
بعد أن اخترت الاتجاه - حان وقت البدء. قد تحتاج إلى تعلم جديد، أو تجربة في مشاريع صغيرة، أو تغيير تدريجي. في كثير من الحالات، يؤدي الجمع بين الخبرة السابقة والاتجاه الجديد إلى إنشاء ملف شخصي فريد يجذب أصحاب العمل.
تغيير المسار المهني في سن متقدمة – ليس مساراً جديداً، بل ترقية
أحد الأخطاء الشائعة هو الاعتقاد بأن تغيير المسار المهني في سن متقدمة يتطلب "رمي كل شيء والبدء من الصفر". في الواقع، تؤكد عملية الاستشارة المهنية الصحيحة على قيمتك المضافة – كل ما جمعته على مر السنين – وتربطه بمجال جديد يناسب بشكل أفضل من أنت اليوم.
كما يوضح Hall & Chandler (2005)، لا يُقاس النجاح المهني في هذا العمر بالضرورة بالمكانة أو الراتب، بل بالشعور بالإنجاز والمعنى والتأثير. عالم العمل الحديث لا يبحث فقط عن الشهادات – بل يبحث عن أشخاص لديهم خبرة ومرونة وحكمة في التعامل مع الآخرين ودافع وقدرة على التكيف وموهبة. كل هذه الصفات – موجودة لديك. كل ما تبقى هو إيجاد المكان المناسب للتعبير عنها.
هل تريد معرفة كيفية تطبيق ذلك عملياً؟
على موقع لوجيباس يمكنك العثور على استبيان ميول مهنية أولي مجاني. يمكنك الاستعانة به لبدء رحلتك نحو مهنتك التالية، حتى في سن 40 أو 50 أو 60.
ليس متأخراً – بل هو الوقت المناسب.
References:
- Super, D.E. (1990). A life-span, life-space approach to career development.
- Savickas, M. L. (2013). Career Construction Theory and Practice.
- Czaja, S. J., et al. (2006). Factors predicting the use of technology: Findings from the CREATE study.
- Hall, D. T., & Chandler, D. E. (2005). Psychological success: When the career is a calling.
سنكون سعداء بسماع رأيك!
لدى LogiPass عشرات المقالات الإضافية المثيرة للاهتمام التي تتناول
قضايا اختبارات الفرز والتوجيه المهني.