لماذا من المهم معرفة المهن المطلوبة؟
سوق العمل الإسرائيلي يتغير بسرعة في السنوات الأخيرة، سواء بسبب التطوير التكنولوجي أو التغييرات الاجتماعية أو الأحداث العالمية. على كل من العمال وأرباب العمل فهم أي المهن مطلوبة بشدة وتوفر استقرارًا في التوظيف. بالنسبة للعمال، هذه المعلومات تساعد في تخطيط المسار المهني، واختيار مسارات الدراسة أو إعادة التدريب المهني بحكمة، وتطوير المهارات المطلوبة. بالنسبة لأرباب العمل، هذه المعلومات تساهم في فهم اتجاهات السوق، والاستثمار في التدريب المناسب، وتخطيط توظيف العمال في المجالات الحيوية.
وفقًا لمسح دولي حديث، تحتل إسرائيل المرتبة الثانية في العالم في صعوبة العثور على عمال مهرة من قبل أرباب العمل – ليس فقط في الهاي-تك، بل أيضًا في مجالات حيوية مثل الصحة وعلوم الحياة والصناعات المتقدمة. هذا الرقم يؤكد كم أن العثور على المواهب والاحتفاظ بها في المهن المطلوبة يشكل تحديًا كبيرًا – وفرصة – في سوق العمل الإسرائيلي. كثيرون يسألون أنفسهم ما هي المهنة الأكثر طلبًا في السوق؟ الجواب معقد، كما سنرى.
أدناه، سنستعرض المهن الأكثر طلبًا في إسرائيل لعام 2025، حسب المجالات الرئيسية للمهن: التكنولوجيا، والصحة، والمهن التقنية، والتعليم، والنقل، والخدمات العامة. في كل مجال سنشير إلى أمثلة للمهن ذات الطلب العالي ونشرح ما يدفع هذا الطلب. أخيرًا، سنناقش الاتجاهات طويلة المدى التي تؤثر على سوق العمل، ونختتم بتوصيات للباحثين عن عمل للتنقل بنجاح في سوق اليوم الديناميكي.
التكنولوجيا والهاي-تك – قلب الاقتصاد الحديث
القطاع التكنولوجي يبقى أحد المحركات المركزية للاقتصاد الإسرائيلي، مع طلب مستقر (وأحيانًا حتى متنام) على مهن الهاي-تك. رغم بعض التقلبات في الصناعة (مثل موجات التسريح في الهاي-تك العالمي في السنوات الأخيرة)، يبقى الطلب على المواهب التكنولوجية عاليًا، حيث تواصل المؤسسات من جميع القطاعات تنفيذ الحلول الرقمية. وفقًا لخبراء التوظيف، مهندسو البرمجيات ومطورو التطبيقات وأخصائيو أمن المعلومات (السايبر) هم من بين المهن الأكثر طلبًا. إضافة لذلك، صعود البيانات الضخمة والذكاء الاصطناعي يخلق طلبًا هائلاً على علماء البيانات ومطوري الخوارزميات وأخصائيي الذكاء الاصطناعي/التعلم الآلي. مهندسو الأجهزة والإلكترونيات والمهندسون الكهربائيون والمبرمجون المتخصصون في تطوير أنظمة الحوسبة السحابية و DevOps يتمتعون أيضًا بطلب عالٍ، كجزء من الانتقال إلى البنية التحتية التكنولوجية المتقدمة.
إسرائيل تعتبر "أمة الشركات الناشئة"، مع جزء كبير من البحث والتطوير والصادرات يأتي من صناعات الهاي-تك، مما يعزز استقرار الطلب في القطاع. رغم التحديات (مثل انخفاض طفيف في توظيف القطاع بعد أحداث 2023)، يتوقع خبراء سوق العمل أن يبقى الطلب على المهن التكنولوجية عاليًا على المدى الطويل. المهن في مجالات البرمجيات والسايبر والبيانات تقدم عمومًا أيضًا رواتب مجزية واستقرارًا نسبيًا، بفضل الحاجة المستمرة للابتكار والحفاظ على الميزة التنافسية في عالم الأعمال الرقمي.

الصحة والطب – أيدي ماهرة لنظام متوسع
النظام الصحي الإسرائيلي يتعامل مع نقص في الموارد البشرية منذ سنوات. هذا الاتجاه متوقع أن يتعزز بسبب شيخوخة السكان. مهن الصحة والعلاج مطلوبة بطلب متزايد باستمرار – في المستشفيات، في المجتمع، في خدمات الرفاه والصحة النفسية. اليوم بالفعل هناك نقص كبير في الأطباء في مجالات مختلفة، خاصة في طب الأسرة وطب الشيخوخة، وكذلك الممرضات المرخصات في المستشفيات والعيادات. التخطيط للقوى العاملة الطبية يكافح لمواكبة معدل تقاعد الجيل المخضرم، مما يؤدي إلى مبادرات حكومية لتدريب أكاديميين إضافيين في التمريض والطب.
المهن شبه الطبية تنمو أيضًا، على سبيل المثال أخصائيو العلاج الطبيعي وأخصائيو علاج النطق وأخصائيو العلاج الوظيفي وعلماء النفس – على خلفية الوعي المتزايد بخدمات إعادة التأهيل والصحة النفسية. هذه جزء من المهن العلاجية المطلوبة التي تقدم فرصًا كثيرة.
التكنولوجيا تتغلغل أيضًا في العالم الطبي: تطوير الطب الرقمي والحاجة إلى تحسين خدمات الصحة عن بعد يخلق طلبًا على أخصائيين يجمعون بين التكنولوجيا والطب. أمثلة تشمل مهندسي الطب الحيوي ومطوري أنظمة التطبيب عن بعد والأطباء المتخصصين في الطب الرقمي. عامل رئيسي آخر هو زيادة متوسط العمر: خدمات التمريض ورعاية المسنين تحتاج إلى مزيد من مقدمي الرعاية التمريضية – مهنة قد لا تكون مجزية ماليًا، لكنها تتمتع باستقرار توظيفي عالٍ بسبب الطلب المستمر والمتزايد.
في الخلاصة، القطاع الصحي يقدم فرص توظيف طويلة المدى كثيرة. المهن الطبية تتطلب فترات تدريب طويلة واستثمارًا كبيرًا في الدراسات، لكن العائد هو الأمان الوظيفي والرضا من العمل الحيوي. الحكومة والخبراء يؤكدون على ضرورة التخطيط طويل المدى للقوى العاملة والاستثمار المستمر في تدريب الكوادر للنظام الصحي – لأن صحة السكان هي بنية تحتية اجتماعية من الدرجة الأولى.
المهن التقنية والمهارات المهنية – الطلب على الأيدي الذهبية
في سوق العمل الإسرائيلي لعام 2025، المهن التقنية ومهن "الياقة الزرقاء" (التي تتطلب تدريبًا مهنيًا وليس بالضرورة درجات أكاديمية) تبرز بشكل واضح. في الواقع، جزء كبير من نقص العمال في الاقتصاد هو تحديدًا في هذه المهن. مسح من قبل اتحاد الصناعيين وجد أن أكثر من 80% من المناصب الشاغرة في الصناعة هي للعمال المهنيين المهرة, مقارنة بأقل من 20% للمناصب غير المهنية. هذا الرقم يعكس وضعًا حيث المصانع والشركات تبحث بنشاط عن محترفين ذوي خبرة – لكن العرض محدود.
أمثلة بارزة تشمل: كهربائيين مرخصين ولحامين وميكانيكيين وفنيي آلات وعمال معادن وعمال صاج ونجارين – مهن هندسية وعمل يدوي يتطلب تخصصًا. في البناء والبنية التحتية، يُبلغ عن نقص هائل في مهندسي البناء والمهندسين العمليين، وكذلك مدراء العمل ومركبي الأنظمة (مثل الكهرباء وإطفاء الحرائق وتكييف الهواء) وعمال السقالات. فنيو الصيانة لقطاعات الصناعة والإلكترونيات، وكذلك ميكانيكيو المركبات وسائقو الرافعات الشوكية مطلوبون جدًا أيضًا.
أسباب النقص متنوعة: انخفاض في عدد الشباب الذين يتوجهون إلى مسارات التدريب المهني في العقود الأخيرة، وتقاعد جيل مخضرم من العمال، وأحيانًا أيضًا الراتب والصورة المهنية التي تثني المرشحين. من المهم ملاحظة أن هذه المهن تقدم أحيانًا رواتب تنافسية وحتى عالية للمرشحين المناسبين، بسبب ندرتهم. على سبيل المثال، في صناعة البناء، ارتفعت متوسط الأجور بشكل كبير في السنوات الأخيرة لجذب العمال الإسرائيليين وحل مشكلة النقص. إضافة لذلك، الحكومة تشغل برامج تشجيع وتدريب (على سبيل المثال في وزارة العمل) لإعادة تدريب وإعداد العمال لهذه المجالات. لأولئك الذين لديهم مهارات تقنية أو حب للحرفة، مجالات الصناعة والصيانة والبناء يمكن أن توفر مسارًا مهنيًا مستقرًا ومرضيًا، مع مساهمة ملموسة في الاقتصاد.
التعليم والتدريس – الجيل القادم يحتاج إليكم
نظام التعليم هو عمود اجتماعي، لكنه يعاني منذ فترة طويلة من نقص في الطاقم التدريسي. الطلب على المعلمين عالٍ، خاصة في مواضيع تدريس معينة وفي المناطق الجغرافية البعيدة. وفقًا لبيانات وزارة التعليم، بالفعل في عام 2022 تم الإبلاغ عن نقص يقارب 6000 معلم ومعلمة روضة في النظام، وهي فجوة تشمل جميع الأعمار والمواضيع. النقص ملحوظ بشكل خاص في التعليم الخاص (أكثر من ألف معلم مفقود)، وكذلك في معلمي اللغة الإنجليزية والرياضيات والعلوم في المدارس. رياض الأطفال والتعليم الابتدائي يتعاملان أيضًا مع العثور على الموظفين، وهناك حاجة لمزيد من معلمات رياض الأطفال والمربيات لتلبية الطلب. هذه من بين مهن الدراسة المطلوبة التي دائمًا لديها حاجة.
الخبراء يحذرون من أن نقص المعلمين أصبح أزمة مستمرة تهدد مستقبل نظام التعليم. أسباب الأزمة معقدة: الراتب وظروف العمل التي تسببت في مغادرة معلمين كثيرين (خاصة الشباب)، والتقاعد الطبيعي لجيل مخضرم من المعلمين، وعدد متزايد من الطلاب كل عام. رغم أن الوزارات الحكومية تروج لإصلاحات لرفع رواتب المعلمين وتحسين مكانتهم، النتائج في الميدان لا تزال تضع التدريس كإحدى المهن التي الطلب فيها على العمال أعلى من العرض.
ومع ذلك، لأولئك الذين يشعرون بمهمة تعليمية – التدريس مجال مستقر وذو معنى. يوجد حاليًا طلب ليس فقط على المعلمين في النظام الرسمي، بل أيضًا على مدربي دورات وقادة ورش عمل (بما في ذلك التدريس عبر الإنترنت). إضافة لذلك، مؤسسات التدريب المهني وتعليم الكبار وتدريب الهاي-تك تبحث عن مدربين ومحاضرين في مجالات متنوعة.
في الخلاصة، المهن التعليمية قد لا تحتل مراتب عالية في جداول الرواتب، لكنها تقدم الأمان الوظيفي والرضا والتأثير طويل المدى على الجيل القادم.

النقل واللوجستيات – محرك التوظيف الذي يبقى في الظل
قطاع النقل بجميع فروعه (الشحن واللوجستيات والنقل) هو شريان حياة الاقتصاد – وبالتالي هناك طلب عالٍ على المحترفين، حتى لو لم يحصلوا على عناوين رئيسية. المسألة الأكثر إلحاحًا هي نقص حاد في سائقي المركبات الثقيلة: في إسرائيل عام 2025، هناك نقص في آلاف سائقي الحافلات وسائقي الشاحنات ومركبات النقل العام. في سبتمبر 2023، قدرت صناعة النقل العام أن هناك نقصًا في حوالي 7000 سائق في المركبات الثقيلة والحافلات والشاحنات. هذا الوضع يضر بتكرار النقل العام ويسبب تأخيرات، وحتى أجبر وزارة النقل على اتخاذ خطوات لتشجيع سائقين جدد (مثل تحسين الأجور وتعريف القيادة كـ"مهنة مفضلة" مع امتيازات).
إلى جانب السائقين، مجال اللوجستيات وإدارة سلسلة التوريد يظهر طلبًا متزايدًا على المتخصصين. نمو التجارة الإلكترونية والتسليم السريع خلق حاجة إلى مدراء لوجستيات مهرة ومخططي التوريد ومشرفي المخازن. الشركات تبحث عن محترفين يمكنهم تحسين الناقلات والمستودعات وشبكات التوزيع باستخدام تقنيات الأتمتة والروبوتات. مهن التخزين والتوزيع نفسها (مثل العمال والعمال في المستودعات ومدراء المستودعات) مطلوبة أيضًا، خاصة خلال مواسم الذروة في التسوق.
مجال نقل آخر هو هندسة النقل – مهندسو المرور ومخططو النقل الحضري وأخصائيو البنية التحتية – مطلوبون جدًا في المشاريع الكثيرة للبنية التحتية في إسرائيل (القطارات الخفيفة والتقاطعات وحارات النقل العام، إلخ). السلطات الحكومية والشركات الهندسية تجند باستمرار مهندسي طرق ومدراء مشاريع النقل والمساحين. هذه المهن تتطلب تعليمًا هندسيًا لكنها تكافئ بالاستقرار والمشاركة في بناء مستقبل النقل في البلاد.
في الخلاصة، عالم النقل واللوجستيات يقدم مناصب كثيرة في مستويات تدريب مختلفة – من السائقين وعمال المستودعات إلى المهندسين المخططين – وكلها حيوية للعمل السلس للاقتصاد. مع النمو المستمر للسكان والاقتصاد، من المتوقع أن تحافظ مهن النقل على طلب مستقر، والحكومة تتجه حتى لتشجيع العمال على دخول هذا القطاع لحل الفجوات المتراكمة في القوى العاملة.
الخدمات العامة والقطاع الحكومي – العمود الفقري للمجتمع
القطاع العام الإسرائيلي، بما في ذلك الوزارات الحكومية والسلطات المحلية وخدمات الرفاه والأمن، يواجه أيضًا تحديات في ملء المناصب الحيوية. العاملون الاجتماعيون مثال بارز: مكاتب الرفاه في السلطات المحلية تكافح لملء مناصب كثيرة للعاملين الاجتماعيين، بسبب عبء العمل والراتب غير التنافسي. حتى نهاية عام 2024، نظام الرفاه يفتقر لحوالي 1000 عامل اجتماعي على الأقل في أي لحظة معينة، وخلال فترات الأزمة (مثل أثناء الحرب) النقص يقفز أكثر. هذا يعني عبئًا ثقيلاً على العاملين الاجتماعيين الموجودين وضررًا للخدمة للسكان المحتاجين. مهنة العمل الاجتماعي تبقى مطلوبة ومستقرة بفضل أهميتها الاجتماعية – سواء في القطاع العام أو في المنظمات غير الربحية – لكن الاستثمار المستمر مطلوب لجذب الموظفين ذوي الجودة للمجال. هذه أيضًا جزء من المهن الإنسانية المطلوبة التي تعكس حاجة اجتماعية عميقة.
قوى الأمن والإنقاذ تظهر أيضًا طلبًا على العمال: الشرطة الإسرائيلية تحتاج إلى مزيد من الضباط في الميدان وفي التحقيقات، سلطة السجون تبحث عن حراس سجون، وسلطة الإطفاء تجند رجال إطفاء. بالتوازي، القطاع العام التقني يبحث عن مهندسين عمليين وفنيين لصيانة البنية التحتية للكهرباء والمياه والاتصالات، بعضهم متوقع أن يتقاعد في السنوات القادمة.
إضافة لذلك، الوزارات الحكومية ووحدات الدعم تبحث في السنوات الأخيرة عن مواهب في تحليل البيانات والرقمنة وتحسين الخدمات. الحكومة تدفع الانتقال إلى الخدمات عبر الإنترنت، لذا هناك طلب على مدراء مشاريع رقمية ومطوري برمجيات ومحللي أنظمة المعلومات وأخصائيي السايبر أيضًا ضمن الخدمة العامة. رغم أن ظروف الراتب في هذا القطاع تعتبر منخفضة نسبة إلى الهاي-تك الخاص، استقرار التوظيف عالٍ والعمل يتميز بإحساس المهمة العامة.
إلى جانب كل هذا، سنذكر قطاع الخدمات الواسع – بما في ذلك على سبيل المثال المبيعات وخدمة العملاء والضيافة والطعام. في هذه القطاعات دوران الموظفين عالٍ، لكن الطلب لا يتوقف أبدًا. في الواقع، وفقًا لبيانات دائرة الإحصاء المركزية في نهاية عام 2024، ممثلو المبيعات والصرافون حصلوا على أكبر عدد من المناصب الشاغرة في الاقتصاد – أكثر من 10600 منصب مفتوح في هذا المجال. عمال التنظيف والمطبخ في الأعمال والأسر هم أيضًا من بين المطلوبين (حوالي 8200 منصب شاغر في نفس الفترة). هذه المناصب قد تكون أقل جاذبية، لكنها حيوية للعمل اليومي لكل مؤسسة وعمل. الطلب على عمال الخدمات، خاصة الموثوقين مع وعي خدمي عالٍ، يبقى مستقرًا جدًا – سواء في البيع بالتجزئة أو السياحة والضيافة أو مراكز الخدمة الهاتفية أو خدمات الصيانة والتنظيف.
الاتجاهات طويلة المدى في سوق العمل
الأتمتة والذكاء الاصطناعي
التقدم التكنولوجي يغير هيكل التوظيف. العمليات التلقائية والروبوتات وأنظمة البرمجيات الآن تؤدي مهامًا كانت تُنجز من قبل البشر في السابق. اليوم بالفعل نرى انخفاضًا في عدد العمال في المهن التقليدية مثل عمال الإنتاج في الصناعة ومشغلي الآلات وموظفي الاستقبال والمحاسبين – جزئيًا بسبب الانتقال إلى الآلات والإنترنت في خدمات مختلفة. من ناحية أخرى، الأتمتة تخلق مهنًا جديدة وتتطلب مهارات أخرى: طلب متزايد على مطوري الأنظمة التلقائية وأخصائيي الروبوتات ومحللي البيانات ومدراء الأنظمة التكنولوجية. المؤسسات تبحث عن عمال لديهم معرفة رقمية وقدرة على العمل جنبًا إلى جنب مع أدوات قائمة على الذكاء الاصطناعي. التوقع هو أن هذه العمليات ستزيد الإنتاجية الاقتصادية، لكنها ستتطلب أيضًا من العمال التحديث المستمر وإعادة تدريب مهاراتهم.
شيخوخة السكان
مثل العديد من الدول المتقدمة، إسرائيل تتعامل مع اتجاه الشيخوخة – متوسط العمر يرتفع ومعدل المواطنين كبار السن يتزايد. هذا الاتجاه يؤثر مباشرة على سوق العمل: مهن الصحة والتمريض ورعاية المسنين ستصبح أكثر أهمية. ستكون هناك حاجة متزايدة إلى أطباء (على سبيل المثال في طب الشيخوخة) وممرضات ومقدمي رعاية تمريضية وعاملين اجتماعيين للمسنين وأخصائيي تكنولوجيا متكيفين مع العمر الثالث. بالتوازي، معدل متزايد من التقاعد يخلق حاجة لتدريب جيل جديد لاستبدال المتقاعدين في مناصب مختلفة – من المعلمين والعاملين العموميين إلى مدراء الشركات. أرباب العمل والحكومة بحاجة للتكيف: سواء بتشجيع توظيف العمال الأكبر سنًا والمتقاعدين النشطين، أو بالتدريب السريع للشباب للمهن التي ستواجه موجة تقاعد كبيرة بحلول نهاية العقد القادم.
العمل عن بعد ومرونة التوظيف
جائحة كوفيد سرعت الانتقال إلى أنماط عمل مرنة، وأصبح فهم أن العمل عن بعد يمكن أن يكون فعالاً منتشرًا في قطاعات كثيرة. حتى بعد العودة للروتين، أصبحت النماذج الهجينة (جزء من الأسبوع من المنزل وجزء من المكتب) أو حتى المناصب عن بعد كليًا شائعة. هذا الاتجاه يغير مهارات الإدارة والتواصل المطلوبة في المؤسسات: هناك طلب على مدراء فرق عالمية يمكنهم قيادة عمال موزعين جغرافيًا، أخصائيي حلول العمل عن بعد (مثل أخصائيي تكنولوجيا المعلومات لبنية الاتصالات التحتية، ومدربي الإنتاجية للعاملين من المنزل) وحتى استشارة في التنظيم الذاتي وإدارة الوقت للعمال. إضافة لذلك، حقيقة أن الشركة يمكنها توظيف مواهب من أي مكان في العالم تزيد المنافسة على العمال المهرة، لكنها تفتح أيضًا فرصًا جديدة للعمال الإسرائيليين للاندماج في مناصب في الخارج دون مغادرة البلاد. في النهاية، مرونة التوظيف هنا لتبقى – وهي تتطلب من العمال التكيف مع طرق عمل جديدة (إتقان الأدوات الرقمية، والتواصل الكتابي الفعال، والانضباط الذاتي العالي) ومن أرباب العمل – خلق ثقافة مؤسسية متماسكة حتى عن بعد.
اتجاهات طويلة المدى إضافية تستحق الذكر تشمل الاقتصاد الأخضر – الانتقال إلى الطاقة المتجددة والتقنيات البيئية مما يولد طلبًا على مهن في مجالات البيئة والاستدامة (مثل مهندسي الطاقة الخضراء ومستشاري الاستدامة وأخصائيي إعادة التدوير) – واستمرار عولمة سوق المواهب، حيث الشركات تبحث عن مواهب دون حدود جغرافية. بالنسبة للعامل الإسرائيلي، هذا يعني أنه يجب أن يكون تنافسيًا على المستوى الدولي، على سبيل المثال في اللغات والمهارات المعاصرة، للنجاح.
الخلاصة
سوق العمل الإسرائيلي لعام 2025 يحتوي على تحديات إلى جانب فرص كثيرة. مراجعة المهن المطلوبة تؤكد أنه في مجالات واسعة – من التكنولوجيا إلى الصحة، من الصناعة إلى التعليم – هناك طلب على القوى العاملة المهرة. لأولئك الذين في مفترق طرق مهني أو يبدؤون طريقهم، عدة نصائح عامة يمكن أن تساعد:
- استثمروا في تطوير المهارات: افحصوا بدقة المجال الذي يهمكم وابحثوا عن المهارات والمعرفة الحيوية للنجاح فيه. أحيانًا، الاستثمار في دراسات شهادة أو دورة مهنية أو درجة محددة يمكن أن يوفر ميزة كبيرة. في عالم يتغير بوتيرة سريعة، التعلم المستمر مدى الحياة هو المفتاح. كما يلاحظ خبراء وزارة العمل، هناك أهمية قصوى في البقاء محدثين باستمرار مع اتجاهات السوق المعاصرة، وإظهار المرونة والاستعداد لاكتساب قدرات جديدة. التطوير المستمر للمعرفة والمهارات يشكل أصلاً كبيرًا. لا تترددوا في اعتبار تغيير الاتجاه المهني إذا كان مجالكم في اتجاه تراجع – سوق العمل اليوم أكثر انفتاحًا من أي وقت مضى على إمكانيات "المهنة الثانية"، حتى في عمر أكبر.
- استفيدوا من الإمكانات في المهن المستقرة: ليس الجميع بحاجة لأن يكونوا مبرمجين أو أطباء، ولا مشكلة في ذلك – مهن حيوية كثيرة أخرى تبحث عن محترفين جيدين. فكروا في التركيز على مجالات لديها استقرار وطلب مستمر: على سبيل المثال، التعليم والتمريض والكهرباء والآلات وإدارة المشاريع والقيادة المهنية وغيرها. الانخراط في هذه المجالات يمكن أن يوفر أمانًا وظيفيًا طويل المدى، وأحيانًا حتى ظروفًا جيدة (مثل تلك المحققة من خلال لجان العمال القوية في القطاع العام). إذا كان لديكم ميل أو اهتمام بمثل هذه المهنة – قد تجدوا مسارًا مهنيًا مفيدًا لم تفكروا فيه من قبل.
- استفيدوا من المعلومات والاتصالات: استخدموا مصادر معلومات موثوقة – تقارير حكومية ومنصات عمل رائدة (مثل AllJobs وJobMaster وغيرها) ومقالات مهنية – لمتابعة اتجاهات السوق الحالية. على سبيل المثال، مواقع العمل يمكن أن تشير إلى أي المجالات تقدم أكبر عدد من المناصب الشاغرة. إضافة لذلك، اربطوا شبكات في مجالكم: غالبًا ما يتم ملء المناصب الجذابة من خلال المعرفة الشخصية أو التوصيات حتى قبل نشرها الرسمي.
- كونوا منفتحين للمرونة: الطلب العالي على مهنة معينة في مركز البلاد لا ينعكس بالضرورة في الأطراف – والعكس صحيح. إذا كان بإمكانكم التفكير في الانتقال لمدينة أو منطقة من أجل فرصة عمل جيدة، قد تكون خطوة تستحق العناء. أيضًا، كونوا منفتحين لعروض عمل مرنة – مناصب بدوام جزئي أو عمل حر أو عمل بالمشاريع – خاصة في مجالات مطلوبة حيث أرباب العمل يميلون لإظهار مرونة كبيرة لجذب عمال بمهارات فريدة.
- حافظوا على معايير عالية ومثابرة: حتى في المهن المطلوبة، نجاحكم يعتمد إلى حد كبير عليكم. تعالوا بموقف إيجابي وأخلاقيات مهنية عالية ورغبة في التعلم والتطور – بهذه الطريقة ستتميزوا بشكل إيجابي لأرباب العمل المحتملين. سوق العمل قد يتغير باستمرار، لكن قيمة موظف موثوق ومجتهد يسعى للتحسن والتخصص تزداد فقط.
التوجيه المهني مع LogiPass
لأولئك الذين يبحثون عن توجيه مهني شامل ومركز، شركات مثل LogiPass تقدم حلولاً تكنولوجية متقدمة. نظام LogiPass عبر الإنترنت، المطور من قبل علماء نفس وخبراء في المجال، يساعد في التشخيص الدقيق للميول المهنية والمهارات الشخصية والمطابقة مع مجموعة واسعة من المهن من خلال استبيانات واختبارات شاملة. مثل هذه المنصات يمكن أن تقدم تقارير مفصلة ستساعدكم في فهم نقاط قوتكم الفريدة والاتجاهات المهنية الأكثر ملاءمة لكم بشكل أفضل، وبالتالي التنقل بنجاح في طريقكم في سوق العمل الديناميكي.
في الختام، من المهم تذكر أنه لا يوجد طريق مطلق واحد لنجاح التوظيف. المهنة "الأكثر طلبًا" هي إلى حد كبير مسألة فردية – ما يناسب شخصًا واحدًا لن يناسب بالضرورة آخر. ومع ذلك، الوعي باتجاهات السوق واحتياجات الاقتصاد الحالية يمكن أن يساعدكم في اتخاذ قرارات أكثر استنارة حول مستقبلكم المهني. مزيج من المعلومات ذات الصلة وتطوير المهارات ذات الصلة والانفتاح على التغييرات هو الصيغة الرابحة لمسيرة مهنية مستقرة وناجحة في العصر الحالي. حظًا سعيدًا!
المصادر
- وزارة العمل – تحليل اتجاهات سوق العمل وتوقع المهن المطلوبة (إسرائيل هيوم، 29/6/2024)
- دائرة الإحصاء المركزية – مسح المناصب الشاغرة ونظرة عامة على الطلب حسب المجالات (موقع ICE، 18/11/2024)
- شركة مايفسكي للتوظيف – المهن والمناصب الأكثر طلبًا لعام 2024 (المدونة، 2024)
- نقابة عمال البناء – نقص القوى العاملة المهنية في صناعة البناء (والا العقارات، 21/9/2023)
- إسرائيل هيوم – نقص المعلمين ومعلمات رياض الأطفال في نظام التعليم (24/7/2022)
- أخبار القناة 13 – أزمة نقص سائقي الحافلات والمركبات الثقيلة (20/9/2023)
- لجنة العمل والرفاه – نقاش حول نقص العاملين الاجتماعيين (بيان وزارة الرفاه، 22/12/2024)
- ManpowerGroup – نقص المواهب في العالم وإسرائيل 2025 (المسح والتحليل، فبراير 2025)